حريق في مخزن زيوت بكركوك يكشف ضعف منظومة الأمان الصناعي

 

تقرير حصري: حريق في مخزن زيوت بكركوك يكشف ضعف منظومة الأمان الصناعي

✍️ إعداد: فريق تقارير الشأن المحلي – كركوك

بداية الحادث

في حادث جديد يعكس هشاشة إجراءات السلامة داخل بعض المناطق الصناعية، شهدت مدينة كركوك صباح الخميس حريقًا واسع النطاق داخل مخزن مخصص لخزن الزيوت المعلبة و"الدهن الأسود" في الحي الصناعي الجديد، ما تسبب بخسائر مادية وإصابة عامل بجروح طفيفة.

شرارة صغيرة تشعل الكارثة

تشير التحقيقات الأولية إلى أن تماسًا كهربائيًا كان وراء اندلاع الحريق، إلا أن طبيعة المواد المخزونة — وهي زيوت شديدة القابلية للاشتعال — جعلت النيران تنتشر بسرعة مذهلة، لتتحول خلال دقائق إلى كتلة لهب ضخمة غطّت سماء المنطقة.

"رأينا الدخان يتصاعد بكثافة، ثم سمعنا انفجارًا صغيرًا، وبعدها اشتعل المكان بالكامل. العاملون حاولوا استخدام طفايات الحريق لكن النيران كانت أسرع منهم."

جهود الدفاع المدني

تعاملت فرق الدفاع المدني في كركوك بإمكانيات عالية رغم صعوبة الموقع، حيث شاركت عدة عجلات إطفاء في محاصرة ألسنة اللهب ومنعها من التمدد نحو الورش المجاورة التي تضم مواد قابلة للاشتعال.

وأكد أحد الضباط أن عملية الإخماد استغرقت أكثر من ساعة بسبب كثافة الدخان وارتفاع درجة حرارة الزيوت المحترقة، مضيفًا أن الفرق استخدمت رغوة خاصة للسيطرة على بؤر النار ومنع إعادة اشتعالها.

خسائر مادية واحتراق سيارات

الحريق لم يقتصر على المخزن فحسب، إذ امتدت ألسنة اللهب إلى سيارتين متوقفتين أمام الموقع، إحداهما كانت محملة ببراميل من الدهن الصناعي، ما تسبب في ارتفاع أعمدة الدخان لمسافات بعيدة شوهدت من أحياء عدة في كركوك.

كما أُصيب أحد العاملين أثناء محاولته المساعدة في الإطفاء، وتم نقله إلى المستشفى بحالة مستقرة.

تحذيرات من تكرار الكوارث

أثار الحادث من جديد القلق بشأن ضعف إجراءات السلامة داخل المناطق الصناعية في كركوك، إذ تفتقر العديد من المخازن إلى تجهيزات إنذار مبكر وأنظمة إطفاء متطورة.

وقال الخبير في السلامة المهنية حيدر عبد الحميد: "التمـاس الكهربائي لا يكون خطرًا بحد ذاته، إنما الخطر الحقيقي يكمن في غياب أنظمة الحماية وسوء تخزين المواد القابلة للاشتعال."

ما بعد الحريق

بعد السيطرة على الحريق، باشرت فرق التحقيق التابعة للدفاع المدني والشرطة بالكشف الميداني لتحديد الأسباب الدقيقة للحادث، في حين أغلقت الجهات الأمنية المخزن مؤقتًا إلى حين استكمال الفحوصات الفنية.

ويرى مراقبون أن ما جرى يمثل جرس إنذار جديد يدعو إلى إعادة النظر في منظومة الأمان الصناعي وتطبيق معايير السلامة بشكل أكثر صرامة.

---

خلاصة التقرير

الحريق الذي شهدته كركوك ليس مجرد حادث عرضي، بل مؤشر واضح على ثغرة متنامية في منظومة الأمان الصناعي. فكل مرة تُهمل فيها إجراءات الوقاية، تتحول الكهرباء — رمز التقدم — إلى شرارة تلتهم تعب سنوات.