أظهرت دراسة موسعة أنجزتها السلطات العراقية على مدى خمس سنوات حول العنف داخل الأسرة، أن هناك حالات لرجال تعرضوا للإيذاء من قِبل شريكات حياتهم. وعلى الرغم من أن هذه الحالات أقل شيوعًا مقارنة بالعنف الموجه ضد النساء، إلا أنها تستحق الانتباه.
في العراق، يمتنع العديد من الرجال الذين يواجهون العنف من النساء عن الكشف عن معاناتهم للحفاظ على مكانتهم الاجتماعية، مفضلين تحمل الأذى في صمت بدلاً من اللجوء إلى السلطات أو الأهل. هذا ما حدث مع رجل يُدعى حسن، يبلغ من العمر 40 عامًا من محافظة بابل، الذي وجد نفسه مطرودًا من منزله بعد أن استغلت زوجته مرضه لنقل ملكية ممتلكاته إلى اسمها.
يروي حسن، الذي تعرض للعنف من زوجته، قصته قائلاً: "تزوجت منذ 15 عامًا وأنجبت خمسة أطفال، ثلاثة أولاد وفتاتين. كانت حياتنا تسير بشكل طبيعي حتى أُصبت بالسرطان. مع تدهور حالتي الصحية، طلبت زوجتي أن أنقل ملكية البيت والسيارة إليها، خوفًا من فقدان حقها في الميراث. وافقت على طلبها شفقةً بها، لكن سرعان ما لاحظت تغيرًا في تصرفاتها وتعاملها معي، وتراجعت عنايتها بي، وأصبحت تهمل في الاهتمام بصحتي ونظافتي وتغذيتي، ومنعتني من زيارة أقاربي. وعندما أعترض، تهددني بالطلاق، فأصمت. ولكنها تجاوزت ذلك إلى استخدام العنف الجسدي، وعندما رفضت تصرفاتها، طردتني من المنزل."
تعج الحياة بقصص مشابهة لما عاشه حسن، ولكل منها أسبابها الخاصة. وكما يُقال، "لكل بيت أسراره"، ولكن الحقيقة هي أن هناك رجالًا يعانون من العنف الذي تمارسه النساء ضدهم، ولكن لا توجد إحصائيات دقيقة لهذه الحالات. الرجال غالبًا ما يخشون الكشف عن تجاربهم خوفًا من ردود الفعل الاجتماعية، خصوصًا في مجتمع يُنظر فيه إلى الرجل على أنه القوي والمسيطر. ونتيجة لذلك، هناك رجال يتحملون الألم في صمت، غير قادرين على البوح بما يعانونه، مما يستدعي تدخل الجهات المعنية لتوعية الأسر ومعالجة هذه الحالات، حيث أن التأثير السلبي لا يقتصر على الزوج فحسب، بل يمتد ليشمل جميع أفراد الأسرة.
وفي سياق متصل، أعلنت وزارة الداخلية العراقية عن تسجيل ما يقارب 14 ألف حالة عنف أسري خلال الأشهر الخمسة الأولى من العام الجاري، معتبرة أن هذا العدد يُعد قليلاً بالنظر إلى عدد السكان الإجمالي في البلاد الذي يبلغ حوالي 44 مليون نسمة.
0 تعليقات