تتعرض مدينة كركوك لمشكلات صحية خطيرة، حيث تُلقى الاتهامات على الشركات النفطية بأنها المسبب الرئيسي للتلوث الذي يؤدي إلى زيادة حالات الإصابة بالسرطان. تشير التقارير إلى أن نسبة التلوث في المدينة قد وصلت إلى مستويات غير معقولة، وتُظهر الأدلة البيئية أن الصناعات النفطية تلعب دورًا كبيرًا في هذه الزيادة. من ناحية أخرى، تُشير الجهات الصحية إلى أن الأطعمة المستوردة والمواد الحافظة الموجودة فيها تساهم أيضًا في تفاقم المشكلة.
يُعاني المستشفى الواقع شمال كركوك من توافد كبير للمرضى من المحافظات المجاورة، وذلك بسبب تقديمه لخدمات علاجية مجانية لمرضى السرطان، الذين يزداد عددهم بشكل ملحوظ. ويشار إلى أن تكلفة العلاج يمكن أن تتراوح بين 200 إلى 500 دولار أمريكي للإبرة الواحدة، وقد تصل في بعض الأحيان إلى 3 آلاف دولار لجرعة علاج واحدة.
في عام 2023، سُجلت زيادة في الإصابات تجاوزت 1100 حالة، وقد تزامن ذلك مع نقص في الأدوية، مما زاد من معاناة مرضى السرطان. وقد أكد مدير مستشفى الأورام السرطانية، نيازي أحمد، أن وجود الصناعات النفطية والإنتاج في كركوك قد زاد من مصادر التلوث وبالتالي من الإصابات بالسرطان، وأشار إلى أن الأدوية الخاصة بالسرطان باهظة الثمن وغالبًا ما تكون معرضة للغش والتهريب.
أرشد الصالحي، رئيس لجنة حقوق الإنسان في البرلمان العراقي، أشار إلى أن الواقع البيئي في كركوك يواجه خطرًا حقيقيًا بسبب الشركات النفطية والمصافي الأهلية التي تساهم في تلوث البيئة. وقد تم فرض غرامة مالية على شركة نفط الشمال بسبب ملوثاتها للبيئة.
تُظهر الإحصاءات التي قامت بها منظمات صحية إنسانية أن الإصابات بالسرطان في كركوك قد ارتفعت، مما يُعد مؤشرًا على الحاجة الماسة لتحسين الوضع البيئي والصحي في المدينة.
0 تعليقات