"مناجم مائية" تجذب السائحين لكركوك وتستعد للدخول ضمن لائحة التراث العالمي

 عندما تقوم برحلة إلى ناحيتي شوان وقره هنجير شمالي كركوك، ستتعرض لجمال الطبيعة وتشاهد الأراضي الخضراء وتستمتع بصوت المياه المتدفقة. خلال فصل الربيع، يتوجه مئات السكان المحليين نحو المواقع السياحية ويكتشفون "الكهاريز" والعيون المائية التي تضيف إلى جمال مناطق كركوك.

الكهاريز هي مجموعة من الآبار التي تفصل بينها مسافة تتراوح حوالي 100 قدم، وتتصل ببعضها البعض عبر قناة تجري تحت الأرض بعمق يتراوح بين 60 إلى 80 قدمًا، وعرضها يصل إلى متر وعمقها يتراوح بين 2 إلى 4 أمتار. تتميز هذه الكهاريز بمياه عذبة وتنبع معظمها من نهر "خاصة صو"، وهو أحد الروافد المغذية لنهر دجلة.

على الرغم من أن كركوك تعتبر مناطق ذات هطول مطري منخفض، إلا أنها تمتلك العديد من الكهاريز والعيون. ومن بينها الكهاريز الشهيرة والأكثر جمالًا التي تستعد للانضمام إلى قائمة التراث العالمي في العام الحالي. مدير الموارد المائية في كركوك، زكي كريم، يؤكد أن محافظة كركوك تشتهر بوجود الكهاريز والعيون المائية التي تعتبر جزءًا من مخزون المياه الجوفية، وتنبع هذه المياه من الأرض والكهوف. ومن بين الكهاريز المميزة هناك "كهاريز بيخان" السفلى والعليا في ناحية شوان، حيث تتميز بجريانها على مدار العام وتستقطب الآلاف من سكان كركوك للقيام برحلات سياحية إليها.

وفي الوقت الحالي، يتم دراسة إدراج هاتين الكهاريز ضمن قائمة التراث العالمي بعد زيارة فريق من اليونسكو وتفقدهما ووضعهما شروطًا لإتمام عملية تسجيلهما. تمتاز هذه المناطق بوجود كهوف وتلال عالية تجعل المياه المتدفقة منها مستمرة لمسافات طويلة، وتستخدم هذه المياه للري والاستخدامات الزراعية.

الكهاريز والعيون المائية هي من أهم مصادر المياه في كركوك، حيث يوجد حوالي 400 منها في المحافظة، ومنها 81 كهريزًا وعينًا في ناحية قره هنجير، وهناك أيضًا في ناحية تازة وقضاء داقوق.

سكان كركوك يتوجهون إلى الكهاريز والعيون، بما في ذلك كهاريز بيخان في ناحية شوان، للاستمتاع بالأجواء الجميلة وجمال المياه. إن إدراجها في قائمة التراث العالمي لليونسكو سيكون خطوة مهمة تعزز مكانة كركوك على الخريطة السياحية في العراق والعالم.

قد تم الإعلان في عام 2024 عن إدراج قلعة كركوك ضمن القائمة التمهيدية للتراث العالمي من قبل الهيئة العامة للآثار والتراث العراقي. تحظى القلعة بأهمية كبيرة بسبب تنوعها الثقافي، حيث تحتوي على عدة معالم منها جامع نبي الله دانيال والجامع الكبير وجامع العريان، بالإضافة إلى كنيسة أم الأحزان الكلدانية.

تم اتخاذ قرار اليونسكو بإدراج قلعة كركوك نظرًا لقيمتها الاستثنائية العالمية من الناحية الثقافية، حيث تم اعتبارها شاهدًا فريدًا واستثنائيًا على حضارة حية ومثالًا بارزًا على البناء والمعمار الفريد والتكنولوجيا التي توضح مراحل مهمة في تاريخ البشرية. تضم القلعة العديد من الوحدات البنائية مثل سوق القيصرية والقبة الخضراء والبيوت التراثية.